"غير" نصب بأعبد يذهب إلى أن التقدير أن أعبد ثم حذف أن فرفع الفعل ، وهو أحد قولي والكسائي في "أعبد" هذا ، وقوله الآخر أن التقدير؛ "أفغير الله أعبد فيما تأمروني" وهذا قول بين أي أفغير الله أعبد أنتم تأمروني . وفي هذا معنى في أمركم . سيبويه يقول : تأمرونني ملغى كما تقول : قال ذلك زيد بلغني . وهذا هو قول والأخفش سعيد بعينه فأما أن يكون الشيء يعمل نصبا فإذا حذف كان عمله أقوى فعمل رفعا فبين الخطأ ، ولو أظهرت "أن" ههنا لم يجز وكان تفريقا بين الصلة والموصول ، والأصل : تأمرونني أدغمت النون في النون فأما "تأمروني" بنون واحدة مخففة فإنما يجيء مثله شاذا في الشعر ، سيبويه رحمه الله يقول لحن ، وقد أنشد وأبو عمرو بن العلاء في مثله : سيبويه
[ ص: 21 ]
تراه كالثغام يعل مسكا يسوء الفاليات إذا فليني
وسمعت علي بن سليمان يقول : كان النحويون من قبل يتعجبون من فصاحة جرير وقوله على البديه إنهم يبدؤني . فأما حذف الياء من "تأمروني" فسهل لأن النون كأنها عوض منها والكسرة دالة عليها .