أن تقول نفس [56]
في موضع نصب أي كراهة أن تقول ، وعند الكوفيين بمعنى لئلا تقول نفس يا حسرتا والأصل يا حسرتي أي يا ندمي ، فأبدل من الياء ألفا لأنها أخف فالفائدة في نداء الحسرة أن في ذلك معنى أنها لازمة موجودة فهذا أبلغ من الخبر . وأجاز في الوصل : يا حسرتاه على كذا : ويا حسرتاه على كذا ، وذكر هذا القول في الآية وشبهه بالندبة . وإثبات الهاء في الوصل خطأ عند جميع النحويين غيره ، وليس هذا موضع ندبة ولا في السواد هاء ولا قرأ به أحد الفراء على ما فرطت في جنب الله قال : أي في ذكر الله قال : يعني القرآن والعمل به . وفي حديث الضحاك ابن عجلان عن سعيد المقبري عن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة . (ما جلس رجل مجلسا ولا مشى مشيا ولا اضطجع مضطجعا لم يذكر الله جل وعز فيه إلا كانت عليه ترة يوم القيامة)
[ ص: 18 ] أي حسرة قال إبراهيم التيمي : من الحسرات يوم القيامة أن يرى الرجل ماله الذي آتاه الله إياه يوم القيامة في ميزان غيره قد ورثه فعمل فيه بالحق ، وكان له أجره ، وعلى الآخر وزره . ومن الحسرات أن يرى الرجل عبده الذي خوله الله إياه جل وعز في الدنيا أقرب منزلة من الله جل وعز ، أو يرى رجلا يعرفه أعمى في الدنيا قد أبصر يوم القيامة وعمي هو . وإن كنت لمن الساخرين قال : أي ما كنت إلا من المستهزئين . أبو إسحاق