والذي جاء بالصدق [33]
في موضع رفع بالابتداء ، وخبره أولئك هم المتقون وتأوله على أنه للجماعة وقال : "الذي جاء بالصدق" المؤمنون الذين يجيئون بالقرآن يوم القيامة فيقولون هذا الذي أعطيتمونا قد اتبعنا ما فيه ، فيكون الذي على هذا بمعنى جمع كما يكون (من) بمعنى جمع . وقيل بل حذفت النون لطول الاسم . وتأوله إبراهيم النخعي على أنه واحد ، وقال : الذي جاء بالصدق الشعبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وصدق به رضي الله عنه ، والصحابة فيكون على هذا خبره جماعة كما يقال لمن يعظم : هم فعلوا كذا وكذا . وجواب آخر أن يكون له ولمن اتبعه صلى الله عليه وسلم وفي قراءة أبو بكر الصديق (والذين جاءوا بالصدق وصدقوا به) فهذه قراءة على التفسير ، وفي قراءة ابن مسعود أبي صالح الكوفي (والذي جاء بالصدق وصدق به) مخففا يكون معناه -والله أعلم- وصدق فيه كما يقال : فلان بمكة وفي مكة .