فيه خمس قراءات وأكثر القراء على هذه القراءة ( ما جئتم به السحر ) ابتداء وخبر ، وقرأ أبو جعفر يزيد بن القعقاع ( وأبو عمرو بن العلاء ما جئتم به السحر ) يكون ما في موضع رفع بالابتداء والخبر جئتم به والتقدير أي شيء جئتم به على التوبيخ والتقصير لما جاءوا به السحر على إضمار مبتدأ والتقدير هو السحر قال هارون القارئ وفي قراءة ( ما جئتم به [ ص: 264 ] سحر ) فهذا أيضا على الابتداء والخبر ودخول الألف واللام في هذا أكثر في كلام العرب لأنهم قالوا لموسى - صلى الله عليه وسلم - هذا سحر فقال لهم ، بل ما جئتم به السحر وهكذا يقال في أول الكتب والرسائل سلام على من اتبع الهدى وفي آخرها والسلام ولو قال لك قائل وجدت درهما ثم سألته لكان الاختيار أن تقول فأين الدرهم ولا تقول أين درهم فيتوهم أنك سألته عن غيره قال عبد الله هارون وفي حرف ( ما أتيتم به سحر ) وهذا كالذي قبله وأجاز أبي ما جئتم به السحر إن الله سيبطله بنصب السحر ويجعل ما للشرط وجئتم في موضع جزم بما والفاء محذوفة والتقدير فإن الله سيبطله كما قال : الفراء
من يفعل الحسنات الله يشكرها والشر بالشر عند الله مثلان
والسحر عنده منصوب بجئتم ولم يشرحه شرحا يبين به حقيقة النصب ، قال : يكون السحر منصوبا على المصدر أي ما جئتم به سحرا ثم جاء بالألف واللام إلا أن حذف الفاء في المجازاة لا يجيزه كثير من النحويين إلا في ضرورة الشعر ، بل ربما دفع ذلك بعضهم أن يجوز النية وسمعت أبو جعفر علي بن سليمان يقول حدثني قال حدثني محمد بن يزيد قال سمعت المازني يقول غير النحويون هذا البيت وإنما الرواية : الأصمعي
من يفعل الخير فالرحمن يشكره
[ ص: 265 ] وسمعت علي بن سليمان يقول حذف الفاء في المجازاة جائز قال الدليل على ذلك القراءة وما أصابكم من مصيبة بما كسبت أيديكم وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم قراءتان مشهورتان معروفتان .