اسم تحسبن وخبره ، وقرأ ( حمزة ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا ) فزعم جماعة من النحويين منهم أبو حاتم أن هذا لحن لا تحل القراءة به ولا يسمع لمن عرف الإعراب أو عرفه ، قال : وهذا تحامل شديد وقد ، قال أبو جعفر أبو حاتم : أكثر من هذا قال لأنه لم يأت ليحسبن بمفعول ، وهو يحتاج إلى مفعولين ، قال : القراءة تجوز ويكون المعنى ولا يحسبن من خلفهم الذين كفروا سبقوا فيكون الضمير يعود على ما تقدم إلا أن القراءة بالتاء أبين ، قال أبو جعفر : وفي [ ص: 193 ] حرف الفراء ( ولا يحسب الذين كفروا أنهم سبقوا أنهم لا يعجزون ) ويروى ( ولا تحسب الذين ) بفتح الباء وهذا على إرادة النون الخفيفة كما قال الشاعر : عبد الله بن مسعود
وسبح على حين العشيات والضحى ولا تحمد المثرين والله فاحمدا
وإن شئت كسرت الدال ، وقرأ ( أنهم لا يعجزون ) بفتح الهمزة واستبعد عبد الله بن عامر أبو حاتم هذه القراءة ، قال وأبو عبيد : وإنما تجوز على أن يكون المعنى ولا تحسبن الذين كفروا أنهم لا يعجزون ، قال أبو عبيد : الذي ذكره أبو جعفر لا يجوز عند النحويين البصريين لا يجوز حسبت زيدا أنه خارج إلا بكسر إن وإنما لم يجز لأنه في موضع المبتدأ كما تقول حسبت زيدا أبوه خارج ولو فتحت لصار المعنى حسبت زيدا خروجه وهذا محال وفيه أيضا من البعد أنه لا وجه لما قاله يصح به معنى إلا أن تجعل إلا زائدة ولا وجه لتوجيه حذف في كتاب الله جل وعز إلى التطول بغير حجة يجب التسليم لها والقراءة جيدة على أن يكون المعنى لأنهم لا يعجزون وزعم أبو عبيد أنه تجوز قراءة الفراء على إضمار أن يكون المعنى ولا يحسبن الذين كفروا أن سبقوا ، قال حمزة : لا يجوز إضمار أن إلا بعوض ومن أضمرها فقد أضمر بعض اسم وقد شبه أبو جعفر هذا بقولهم عسى يقوم زيد ، وهو لا يشبهه لأن أن لو كانت ها هنا مضمرة [ ص: 194 ] لنصبت يقوم ، وقد ذكرنا أنه من قرأ ( الفراء لا يعجزون ) بكسر النون فقد لحن .