واعلموا أنما غنمتم [41]، [42]
ما بمعنى الذي والهاء محذوفة ودخلت الفاء لأن في الكلام معنى [ ص: 188 ] المجازاة وأن الثانية توكيد للأولى ويجوز كسرها ( خمسه ) اسم إن ( يوم الفرقان يوم التقى الجمعان ) ظرفان وكذا إذ أنتم بالعدوة الدنيا [42] والجمع عدى ومن قال عدوة قال عدى مثل لحية ولحى ويقال القصيا والأصل الواو ( الركب ) ابتداء قيل يعني به الإبل التي كانت تحمل أمتعتهم وكانت في موضع يأمنون عليها توفيقا من الله جل وعز فذكرهم نعمه عليهم ، وقيل : يعني عير قريش ( أسفل منكم ) ظرف في موضع الخبر أي موضعا أسفل منكم وأجاز الأخفش والكسائي والركب أسفل منكم أي أشد تسفلا منكم والركب جمع راكب ولا تقول العرب ركب إلا للجماعة الراكبي الإبل وحكى والفراء وأكثر أهل اللغة أنه لا يقال راكب وركب إلا للذين على الإبل خاصة ولا يقال لمن كان على فرس أو غيرها راكب ( ابن السكيت ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ) أي لم يكن يقع الاتفاق فوفق الله جل وعز لكم ( ليقضي الله أمرا كان مفعولا ) من نصر المؤمنين و ( ليهلك من هلك ) لام كي والتقدير ولكن جمعكم هنالك ليقضي أمرا ليهلك هذه اللام مكررة على اللام في ليقضي و ( من ) في موضع رفع ( ويحيا ) في موضع نصب ( من حي عن بينة ) هذه قراءة أبي عمرو وابن كثير وهي اختيار وحمزة سيبويه فأما احتجاج وأبي عبيد فإنه في السواد بياء واحدة ، قال أبي عبيد : هذا الاحتجاج لا يلزم لأن مثل هذا الحذف في السواد ولكن اجتماع النحويين الحذاق في هذا أنه لما اجتمع حرفان على لفظ واحد كان الأولى الإدغام كما يقال جف ، وقرأ أبو جعفر نافع ( وعاصم من حي عن بينة ) والحجة لهما أنه لا يجوز الإدغام في [ ص: 189 ] المستقبل فأتبعوا المستقبل الماضي وقد أجاز الإدغام في المستقبل وأن يدغم يحيى وهذا عند جميع البصريين من الخطأ الكبير ومثله لا يجوز في شعر ولا كلام والعلة في منعه أنك إذا قلت يحيي فالياء الثانية ساكنة فلم يجتمع حرفان متحركان فيدغم وقد كان الاختيار لم يجفف وإن كان يجوز لم يجف ولم يجف فيجوز الإدغام فأما في يحيى فلا يجوز وأيضا فإن الياء تحذف في الجزم فهذا مخالف ليجف ولا يجوز أيضا الإدغام في أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى لأن الحركة عارضة . الفراء