[فصل]
فله أن يقول: قال الله تعالى كذا، وله أن يقول: الله تعالى يقول كذا، ولا كراهة في شيء من هذا، هذا هو الصحيح المختار الذي عليه عمل السلف والخلف. إذا أراد أن يستدل بآية
وروى ، عن ابن أبي داود التابعي المشهور قال: لا تقولوا: إن الله تعالى يقول، ولكن قولوا: إن الله تعالى قال. مطرف بن عبد الله بن الشخير
[ ص: 157 ] وهذا الذي أنكره - رحمه الله - خلاف ما جاء به القرآن والسنة وفعلته الصحابة ومن بعدهم - رضي الله عنهم - فقد قال الله تعالى: مطرف والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
وفي صحيح ، عن مسلم - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أبي ذر من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها . يقول الله سبحانه وتعالى:
وفي صحيح في باب تفسير: البخاري لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون : يا رسول الله إن الله تعالى يقول: أبو طلحة لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون فهذا كلام فقال أبي طلحة في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي الصحيح عن - رحمه الله – قال: قلت مسروق - رضي الله عنها -: ألم يقل الله تعالى: لعائشة ولقد رآه بالأفق المبين فقالت: ألم تسمع أن الله تعالى يقول: لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار أو لم تسمع أن الله تعالى يقول: وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب الآية، ثم [ ص: 158 ] قالت في هذا الحديث: والله تعالى يقول: يا أيها الرسول بلغ ثم قالت: والله تعالى يقول: قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله .
ونظائر هذا في كلام السلف والخلف أكثر من أن تحصر، والله أعلم.