إخلاص المعلم له
[فصل]
وليحذر كل الحذر من قصده التكثر بكثرة المشتغلين عليه والمختلفين إليه، وليحذر من كراهته قراءة أصحابه على غيره ممن ينتفع به، وهذه مصيبة يبتلى بها بعض المعلمين الجاهلين، وهي دلالة بينة من صاحبها على سوء نيته وفساد طويته، بل هي حجة قاطعة على عدم ؛ فإنه لو أراد الله بتعليمه لما كره ذلك، بل قال لنفسه: أنا أردت الطاعة بتعليمه، وقد حصلت، وقد قصد بقراءته على غيري زيادة علم، فلا عتب عليه. إرادته بتعليمه وجه الله تعالى الكريم
[ ص: 36 ] وقد روينا في مسند الإمام المجمع على حفظه وإمامته أبي محمد الدارمي - رحمة الله عليه - عن - رضي الله عنه - أنه قال: يا حملة القرآن، أو قال: يا حملة العلم: اعملوا به؛ فإنما العالم من عمل بما علم، ووافق علمه عمله، وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم، يخالف عملهم علمهم، وتخالف سريرتهم علانيتهم، يجلسون حلقا يباهي بعضهم بعضا، حتى إن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه، أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله تعالى . علي بن أبي طالب
وقد صح عن - رضي الله عنه - أنه قال: «وددت أن الخلق تعلموا هذا العلم - يعني علمه وكتبه – على أن لا ينسب إلي حرف منه» . الإمام الشافعي