[ ص: 713 ] قوله تعالى: فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رءوسهم الحميم (19) يصهر به ما في بطونهم والجلود (20) ولهم مقامع من حديد (21) كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق
قال تعالى: فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار وكان إبراهيم التيمي إذا تلا هذه الآية يقول: سبحان من خلق من النار ثيابا .
وروينا من طريق حدثنا يحيى بن معين، أبو عبيدة الحداد، حدثنا عبد الله بن بحير، عن عباس الجريري - أحسبه عن - قال: يقطع للكافر ثياب من نار، حتى ذكر القباء والقميص والكمة . ابن عباس
وخرج وغيره من حديث أبو داود المستورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
وفي "مسند "من أكل برجل مسلم أكلة في الدنيا أطعمه الله مثلها في جهنم، ومن كسى أو اكتسى برجل مسلم ثوبا كساه الله مثله في جهنم " . " عن الإمام أحمد هبيب بن مغفل، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: وهو يبين معنى ما في "صحيح "من وطئ إزاره خيلاء وطئه في النار" " عن البخاري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: أبي هريرة أن المراد: ما تحت الكعب من البدن والثوب معا، وأنه يسحب ثوبه في النار كما يسحبه في الدنيا خيلاء . وسيأتي حديث: "ما تحت الكعبين من الإزار ففي النار" . فيما بعد - إن شاء الله تعالى . [ ص: 714 ] وفي كتاب "أهون أهل النار عذابا: من في قدميه نعلان من نار يغلي فيهما دماغه " أبي داود والنسائي عن والترمذي : بريدة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى على رجل خاتما من حديد فقال: "ما لي أرى عليك حلية أهل النار" .
وروى عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنس لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا " . خرجه "أن أول من يكسى حلة من النار . إبليس، يضعها على حاجبه ويسحبها من خلفه ذريته وهو يقول: يا ثبوره، وهم ينادون: يا ثبورهم، حتى يقفوا على النار، فيقول: يا ثبوره ويقولون: يا ثبورهم، فيقال: . الإمام أحمد
وفي حديث عدي الكندي عن : عمر جبريل قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: والذي بعثك بالحق، لو أن ثوبا من ثياب النار علق بين السماء والأرض لمات من في الأرض جميعا من حره " . وخرجه "أن ، وسبق ذكر إسناده . الطبراني
وفي "موعظة " الأوزاعي للمنصور قال: بلغني أن جبريل قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر بنحوه .
* * *
ومن أنواع عذابهم: الصهر، قال الله تعالى: فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رءوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد قال : مجاهد يصهر به ما في بطونهم والجلود يذاب به إذابة . وقال : يذاب به ما في [ ص: 715 ] بطونهم كما يذاب الشحم . عطاء الخراساني
وخرج من حديث الترمذي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أبي هريرة وقال: حسن غريب صحيح . "إن الحميم ليصب على رءوسهم، فينفذ الحميم حتى يخلص إلى جوفه، فيسلت ما في جوفه حتى يمرق من قدميه وهو الصهر، ثم يعود كما كان "
وقال الله عز وجل: خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم ذق إنك أنت العزيز الكريم قال كثير من السلف: نزلت هذه الآية في أبي جهل .
قال : يؤخذ الأوزاعي أبو جهل يوم القيامة فيخرق في رأسه خرق، ثم يؤتى بسجل من الحميم فيصب في ذلك الخرق، ثم يقال له: ذق إنك أنت العزيز الكريم
قال في قوله: مجاهد يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران قال: النحاس : الصفر، يذاب فيصب على رءوسهم يعذبون به . وقال في قوله تعالى: (ونحاس) قال: الصفر، يذاب فيصب على رءوسهم فيعذبون به . عطاء الخراساني
* * *
قال الله تعالى: ولهم مقامع من حديد كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها قال جويبر عن : الضحاك مقامع من حديد أي: مطارق . [ ص: 716 ] وروى عن ابن لهيعة دراج عن أبي الهيثم عن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أبي سعيد خرجه "لو أن مقمعا من حديد وضع في الأرض فاجتمع له الثقلان لما أقلوه من الأرض " ، وخرج أيضا بهذا الإسناد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: الإمام أحمد "لو ضرب بمقامع من حديد لتفتت ثم عاد" .
قال في كتاب "الزهد": حدثنا الإمام أحمد سيار، حدثنا جعفر ، سمعت ، قال: إذا أحس أهل النار في النار بضرب المقامع انغمسوا في حياض الحميم فيذهبون سفالا، كما يغرق الرجل في الماء في الدنيا . ويذهب سفالا سفالا . مالك بن دينار
قال سعيد عن : قال قتادة : ذكروهم النار; لعلهم يفرقون، فإن حرها شديد، وقعرها بعيد، وشرابها الصديد، ومقامعها الحديد . عمر بن الخطاب
وذكر بإسناده عن ابن أبي الدنيا أنه قرأ على بعض العباد: صالح المري إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون في الحميم ثم في النار يسجرون قال: فشهق الرجل شهقة، فإذا هو قد يبس مغشيا عليه، قال: فخرجنا من عنده وتركناه .
وقرأ رجل على يزيد الضبي: وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد فجعل يزيد يبكي حتى غشي عليه . خرجه . وقد سبق عن عبد الله ابن الإمام أحمد : أنه قام ليلة في وسط الدار إلى الصباح، [ ص: 717 ] فقال: ما زال أهل النار يعرضون علي في سلاسلهم وأغلالهم حتى الصباح . مالك بن دينار