[ ص: 341 ] قال شيخ الإسلام - قدس الله روحه - ( فصل ) : وإذا كانت الشهادتان هي أصل الدين ، وفرعه ، وسائر دعائمه وشعبه داخلة فيهما ،
nindex.php?page=treesubj&link=28664_29428_28750فالعبادة متعلقة بطاعة الله ورسوله كما قال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=566&ayano=4ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين } وقال في الآية المشروعة في خطبة الحاجة : {
nindex.php?page=tafseer&surano=3636&ayano=33يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=3637&ayano=33يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما } .
وفي الخطبة : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=22290من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئا } وقال : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2867&ayano=24ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون } وقال : {
nindex.php?page=tafseer&surano=510&ayano=4ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم } {
nindex.php?page=tafseer&surano=511&ayano=4ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين } .
وكذلك علق الأمور بمحبة الله ورسوله كقوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=1268&ayano=9أحب إليكم من الله ورسوله } - وبرضا الله ورسوله كقوله : - {
nindex.php?page=tafseer&surano=1306&ayano=9والله ورسوله أحق أن يرضوه } وتحكيم الله ورسوله كقوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2863&ayano=24وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم } وقوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=558&ayano=4وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول }
nindex.php?page=treesubj&link=28750وأمر عند التنازع بالرد إلى الله والرسول فقال : {
nindex.php?page=tafseer&surano=556&ayano=4أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول } وجعل المغانم لله والرسول فقال : {
nindex.php?page=tafseer&surano=1169&ayano=8يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول } ونظائر هذا متعددة .
فتعليق الأمور من المحبة والبغضة والموالاة والمعاداة والنصرة والخذلان والموافقة والمخالفة والرضا والغضب والعطاء والمنع ; بما يخالف هذه الأصول المنزلة من عند الله مما هو " أخص منها " أو " أعم منها " أو " أعم من وجه وأخص من وجه " فالأعم : ما عليه
المتفلسفة ومن اتبعهم - من ضلال
المتكلمة والمتصوفة والممالك المؤسسة على ذلك كملك
الترك وغيرهم .
- في تسويغ التدين بغير ما جاء به
محمد رسول الله وإن عظم
محمدا وجعل دينه أفضل الأديان وكذلك من سوغ النجاة والسعادة بعد مبعثه بغير شريعته .
و " الأعم من وجه الأخص من وجه " : مثل الأنساب .
والقبائل ; والأجناس العربية والفارسية والرومية والتركية أو الأمصار والبلاد .
[ ص: 343 ] و " الأخص مطلقا " : الانتساب إلى جنس معين من أجناس بعض شرائع الدين كالتجند للمجاهدين والفقه للعلماء والفقر والتصوف للعباد .
أو الانتساب إلى بعض فرق هذه الطوائف كإمام معين أو شيخ أو ملك أو متكلم من رءوس
المتكلمين أو مقالة أو فعل تتميز به طائفة أو شعار هذه الفرق من اللباس من عمائم أو غيرها كما يتعصب قوم للخرقة أو [ اللبسة ] يعنون الخرقة الشاملة للفقهاء والفقراء أو المختصة بأحد هذين أو بعض طوائف أحد هؤلاء أو لباس التجند أو نحو ذلك .
كل ذلك من أمور الجاهلية المفرقة بين الأمة ; وأهلها خارجون عن السنة والجماعة داخلون في البدع والفرقة ; بل
nindex.php?page=treesubj&link=28750دين الله تعالى : أن يكون رسوله محمد صلى الله عليه وسلم هو المطاع أمره ونهيه المتبوع في محبته ومعصيته ورضاه وسخطه وعطائه ومنعه وموالاته ومعاداته ونصره وخذلانه .
ويعطي كل شخص أو نوع من أنواع العالم من الحقوق : ما أعطاهم إياه الرسول .
فالمقرب من قربه والمقصى من أقصاه والمتوسط من وسطه ويحب من هذه الأمور : أعيانها وصفاتها ما يحبه الله ورسوله منها ويكره منها ما كرهه الله ورسوله منها ويترك منها - لا محبوبا ولا مكروها - ما تركه الله ورسوله كذلك - لا محبوبا ولا مكروها .
ويؤمر منها بما أمر الله به ورسوله وينهى عما نهى الله عنه ورسوله
[ ص: 344 ] ويباح منها ما أباحه الله ورسوله ويعفى عما عفا الله عنه ورسوله ويفضل منها ما فضله الله ورسوله ويقدم ما قدمه الله ورسوله ويؤخر ما أخره الله ورسوله ويرد ما تنوزع منها إلى الله ورسوله .
فما وضح اتبع وما اشتبه بين فيه .
وما كان منها من
nindex.php?page=treesubj&link=22272الاجتهاديات المتنازع فيها التي أقرها الله ورسوله كاجتهاد
الصحابة في تأخير العصر عن وقتها يوم
قريظة أو فعلها في وقتها فلم يعنف النبي صلى الله عليه وسلم واحدة من الطائفتين وكما قطع بعضهم نخل
بني النضير وبعضهم لما يقطع فأقر الله الأمرين .
وكما ذكر الله عن
داود وسليمان : - أنهما حكما في الحرث ففهم الحكومة أحدهما وأثنى على كل منهما بالعلم والحكم به .
وكما قال صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=595456إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر } .
فما وسعه الله ورسوله وسع وما عفا الله عنه ورسوله عفا عنه .
nindex.php?page=treesubj&link=21616وما اتفق عليه المسلمون من إيجاب ، أو تحريم أو استحباب أو إباحة أو عفو بعضهم لبعض عما أخطأ فيه وإقرار بعضهم لبعض فيما اجتهدوا به فهو مما أمر الله به ورسوله ; فإن الله ورسوله أمر بالجماعة ونهى عن الفرقة .
ودل على أن
nindex.php?page=treesubj&link=28827_28822الأمة لا تجتمع على ضلالة على ما هو مسطور في مواضعه .
[ ص: 341 ] قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ - قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ - ( فَصْلٌ ) : وَإِذَا كَانَتْ الشَّهَادَتَانِ هِيَ أَصْلَ الدِّينِ ، وَفَرْعَهُ ، وَسَائِرُ دَعَائِمِهِ وَشُعَبِهِ دَاخِلَةٌ فِيهِمَا ،
nindex.php?page=treesubj&link=28664_29428_28750فَالْعِبَادَةُ مُتَعَلِّقَةٌ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=566&ayano=4وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ } وَقَالَ فِي الْآيَةِ الْمَشْرُوعَةِ فِي خُطْبَةِ الْحَاجَةِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=3636&ayano=33يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=3637&ayano=33يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } .
وَفِي الْخُطْبَةِ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=22290مَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَإِنَّهُ لَا يَضُرُّ إلَّا نَفْسَهُ وَلَا يَضُرُّ اللَّهَ شَيْئًا } وَقَالَ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2867&ayano=24وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ } وَقَالَ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=510&ayano=4وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=511&ayano=4وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ } .
وَكَذَلِكَ عَلَّقَ الْأُمُورَ بِمَحَبَّةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ كَقَوْلِهِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=1268&ayano=9أَحَبَّ إلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ } - وَبِرِضَا اللَّهِ وَرَسُولِهِ كَقَوْلِهِ : - {
nindex.php?page=tafseer&surano=1306&ayano=9وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ } وَتَحْكِيمُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ كَقَوْلِهِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2863&ayano=24وَإِذَا دُعُوا إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ } وَقَوْلِهِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=558&ayano=4وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ }
nindex.php?page=treesubj&link=28750وَأَمَرَ عِنْدَ التَّنَازُعِ بِالرَّدِّ إلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ فَقَالَ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=556&ayano=4أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ } وَجَعَلَ الْمَغَانِمَ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَقَالَ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=1169&ayano=8يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ } وَنَظَائِرُ هَذَا مُتَعَدِّدَةٌ .
فَتَعْلِيقُ الْأُمُورِ مِنْ الْمَحَبَّةِ والبغضة وَالْمُوَالَاةِ وَالْمُعَادَاةِ وَالنُّصْرَةِ وَالْخِذْلَانِ وَالْمُوَافَقَةِ وَالْمُخَالَفَةِ وَالرِّضَا وَالْغَضَبِ وَالْعَطَاءِ وَالْمَنْعِ ; بِمَا يُخَالِفُ هَذِهِ الْأُصُولَ الْمُنَزَّلَةَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مِمَّا هُوَ " أَخَصُّ مِنْهَا " أَوْ " أَعَمُّ مِنْهَا " أَوْ " أَعَمُّ مِنْ وَجْهٍ وَأَخَصُّ مِنْ وَجْهٍ " فَالْأَعَمُّ : مَا عَلَيْهِ
الْمُتَفَلْسِفَةُ وَمَنْ اتَّبَعَهُمْ - مِنْ ضَلَالِ
الْمُتَكَلِّمَةِ وَالْمُتَصَوِّفَةِ وَالْمَمَالِكِ الْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ذَلِكَ كَمَلِكِ
التُّرْكِ وَغَيْرِهِمْ .
- فِي تَسْوِيغِ التَّدَيُّنِ بِغَيْرِ مَا جَاءَ بِهِ
مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَإِنْ عَظَّمَ
مُحَمَّدًا وَجَعَلَ دِينَهُ أَفْضَلَ الْأَدْيَانِ وَكَذَلِكَ مَنْ سَوَّغَ النَّجَاةَ وَالسَّعَادَةَ بَعْدَ مَبْعَثِهِ بِغَيْرِ شَرِيعَتِهِ .
وَ " الْأَعَمُّ مِنْ وَجْهٍ الْأَخَصُّ مِنْ وَجْهٍ " : مِثْلُ الْأَنْسَابِ .
وَالْقَبَائِلِ ; وَالْأَجْنَاسِ الْعَرَبِيَّةِ وَالْفَارِسِيَّةِ وَالرُّومِيَّةِ وَالتُّرْكِيَّةِ أَوْ الْأَمْصَارِ وَالْبِلَادِ .
[ ص: 343 ] وَ " الْأَخَصُّ مُطْلَقًا " : الِانْتِسَابُ إلَى جِنْسٍ مُعَيَّنٍ مِنْ أَجْنَاسِ بَعْضِ شَرَائِعِ الدِّينِ كَالتَّجَنُّدِ لِلْمُجَاهِدِينَ وَالْفِقْهِ لِلْعُلَمَاءِ وَالْفَقْرِ وَالتَّصَوُّفِ لِلْعِبَادِ .
أَوْ الِانْتِسَابِ إلَى بَعْضِ فِرَقِ هَذِهِ الطَّوَائِفِ كَإِمَامِ مُعَيَّنٍ أَوْ شَيْخٍ أَوْ مَلِكٍ أَوْ مُتَكَلِّمٍ مِنْ رُءُوسِ
الْمُتَكَلِّمِينَ أَوْ مَقَالَةٍ أَوْ فِعْلٍ تَتَمَيَّزُ بِهِ طَائِفَةٌ أَوْ شِعَارُ هَذِهِ الْفِرَقِ مِنْ اللِّبَاسِ مِنْ عَمَائِمَ أَوْ غَيْرِهَا كَمَا يَتَعَصَّبُ قَوْمٌ لِلْخِرْقَةِ أَوْ [ اللُّبْسَةِ ] يَعْنُونَ الْخِرْقَةَ الشَّامِلَةَ لِلْفُقَهَاءِ وَالْفُقَرَاءِ أَوْ الْمُخْتَصَّةِ بِأَحَدِ هَذَيْنِ أَوْ بَعْضِ طَوَائِفِ أَحَدِ هَؤُلَاءِ أَوْ لِبَاسِ التَّجَنُّدِ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ .
كُلُّ ذَلِكَ مِنْ أُمُورِ الْجَاهِلِيَّةِ الْمُفَرِّقَةِ بَيْنَ الْأُمَّةِ ; وَأَهْلُهَا خَارِجُونَ عَنْ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ دَاخِلُونَ فِي الْبِدَعِ وَالْفُرْقَةِ ; بَلْ
nindex.php?page=treesubj&link=28750دِينُ اللَّهِ تَعَالَى : أَنْ يَكُونَ رَسُولُهُ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الْمُطَاعُ أَمْرُهُ وَنَهْيُهُ الْمَتْبُوعُ فِي مَحَبَّتِهِ وَمَعْصِيَتِهِ وَرِضَاهُ وَسَخَطِهِ وَعَطَائِهِ وَمَنْعِهِ وَمُوَالَاتِهِ وَمُعَادَاتِهِ وَنَصْرِهِ وَخِذْلَانِهِ .
وَيُعْطِي كُلَّ شَخْصٍ أَوْ نَوْعٍ مِنْ أَنْوَاعِ الْعَالَمِ مِنْ الْحُقُوقِ : مَا أَعْطَاهُمْ إيَّاهُ الرَّسُولُ .
فَالْمُقَرَّبُ مَنْ قَرَّبَهُ وَالْمُقْصَى مَنْ أَقْصَاهُ وَالْمُتَوَسِّطُ مَنْ وَسَّطَهُ وَيُحِبُّ مِنْ هَذِهِ الْأُمُورِ : أَعْيَانَهَا وَصِفَاتِهَا مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْهَا وَيَكْرَهُ مِنْهَا مَا كَرِهَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْهَا وَيَتْرُكُ مِنْهَا - لَا مَحْبُوبًا وَلَا مَكْرُوهًا - مَا تَرَكَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ كَذَلِكَ - لَا مَحْبُوبًا وَلَا مَكْرُوهًا .
وَيُؤْمَرُ مِنْهَا بِمَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ وَيَنْهَى عَمَّا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ وَرَسُولُهُ
[ ص: 344 ] وَيُبَاحُ مِنْهَا مَا أَبَاحَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَيُعْفَى عَمَّا عَفَا اللَّهُ عَنْهُ وَرَسُولُهُ وَيُفَضِّلُ مِنْهَا مَا فَضَّلَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَيُقَدِّمُ مَا قَدَّمَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَيُؤَخِّرُ مَا أَخَّرَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَيَرُدُّ مَا تُنُوزِعَ مِنْهَا إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ .
فَمَا وَضَحَ اُتُّبِعَ وَمَا اشْتَبَهَ بُيِّنَ فِيهِ .
وَمَا كَانَ مِنْهَا مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=22272الاجتهاديات الْمُتَنَازَعِ فِيهَا الَّتِي أَقَرَّهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ كَاجْتِهَادِ
الصَّحَابَةِ فِي تَأْخِيرِ الْعَصْرِ عَنْ وَقْتِهَا يَوْمَ
قُرَيْظَةَ أَوْ فِعْلِهَا فِي وَقْتِهَا فَلَمْ يُعَنِّفْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاحِدَةً مِنْ الطَّائِفَتَيْنِ وَكَمَا قَطَعَ بَعْضُهُمْ نَخْلَ
بَنِي النَّضِيرِ وَبَعْضُهُمْ لَمَّا يَقْطَعْ فَأَقَرَّ اللَّهُ الْأَمْرَيْنِ .
وَكَمَا ذَكَرَ اللَّهُ عَنْ
داود وَسُلَيْمَانَ : - أَنَّهُمَا حَكَمَا فِي الْحَرْثِ فَفَهِمَ الْحُكُومَةَ أَحَدُهُمَا وَأَثْنَى عَلَى كُلٍّ مِنْهُمَا بِالْعِلْمِ وَالْحُكْمِ بِهِ .
وَكَمَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=595456إذَا اجْتَهَدَ الْحَاكِمُ فَأَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ وَإِذَا اجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ } .
فَمَا وَسَّعَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وُسِّعَ وَمَا عَفَا اللَّهُ عَنْهُ وَرَسُولُهُ عَفَا عَنْهُ .
nindex.php?page=treesubj&link=21616وَمَا اتَّفَقَ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ مِنْ إيجَابٍ ، أَوْ تَحْرِيمٍ أَوْ اسْتِحْبَابٍ أَوْ إبَاحَةٍ أَوْ عَفْوِ بَعْضِهِمْ لِبَعْضِ عَمَّا أَخْطَأَ فِيهِ وَإِقْرَارِ بَعْضِهِمْ لِبَعْضِ فِيمَا اجْتَهَدُوا بِهِ فَهُوَ مِمَّا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ ; فَإِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أَمَرَ بِالْجَمَاعَةِ وَنَهَى عَنْ الْفُرْقَةِ .
وَدَلَّ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28827_28822الْأُمَّةَ لَا تَجْتَمِعُ عَلَى ضَلَالَةٍ عَلَى مَا هُوَ مَسْطُورٌ فِي مَوَاضِعِهِ .