[ ص: 29 ] وقال شيخ الإسلام رحمه الله قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا قال أولو كنا كارهين } { قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا } ظاهره دليل على أن قوله سبحانه : { شعيبا والذين آمنوا معه كانوا على ملة قومهم ; لقولهم : { أو لتعودن في ملتنا } ولقول شعيب : ( أ نعود فيها { أولو كنا كارهين } ولقوله : { قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم } فدل على أنهم كانوا فيها . ولقوله : { بعد إذ نجانا الله منها } .
فدل على أن الله أنجاهم منها بعد التلوث بها ; ولقوله : { وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا } ولا يجوز أن يكون الضمير عائدا على قومه ; لأنه صرح فيه بقوله : { لنخرجنك يا شعيب } ولأنه هو المحاور له بقوله : { أولو كنا كارهين } إلى آخرها وهذا يجب أن يدخل فيه المتكلم ومثل هذا في سورة إبراهيم { وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين } الآية .