[ ص: 78 ] وقال رحمه الله فصل : في أن قال الله تعالى : { لا يسأل العبد إلا الله فإذا فرغت فانصب } { وإلى ربك فارغب } قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس : { } . وفي إذا سألت فاسأل الله . وإذا استعنت فاستعن بالله الترمذي : { } وفي الصحيح أنه قال ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى شسع نعله إذا انقطع فإنه إن لم ييسره لم يتيسر لعدي بن مالك والرهط الذين بايعهم معه : { } فإن سوط أحدهم يسقط من يده : فلا يقول لأحد ناولني إياه وفي الصحيح في حديث السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب : { لا تسألوا الناس شيئا } والاسترقاء طلب الرقية وهو نوع من السؤال . هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون
وأحاديث كثيرة كقوله : { النهي عن مسألة الناس الأموال } وقوله : { لا تحل المسألة إلا لثلاثة } الحديث وقوله { لأن يأخذ أحدكم حبله } وقوله : { لا تزال المسألة بأحدهم . } وأمثال ذلك . وقوله : { من سأل الناس وله ما يغنيه . } الحديث . فأما سؤال ما يسوغ مثله من العلم : فليس من هذا الباب لأن المخبر [ ص: 79 ] لا ينقص الجواب من علمه بل يزداد بالجواب والسائل محتاج إلى ذلك قال صلى الله عليه وسلم { من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس : لم تسد فاقته } ولكن من المسائل ما ينهى عنه . كما قال تعالى : { هلا سألوا إذ لم يعلموا ؟ فإن شفاء العي السؤال لا تسألوا عن أشياء } الآية . وكنهيه عن أغلوطات المسائل ونحو ذلك .
وأما : فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم سؤاله لغيره أن يدعو له لعمر : { } وقال : { لا تنسنا من دعائك } وقد يقال في هذا : هو طلب من الأمة الدعاء له لأنهم إذا دعوا له حصل لهم من الأجر أكثر مما لو كان الدعاء لأنفسهم كما قال للذي قال : أجعل صلاتي كلها عليك ؟ فقال : { إذا سمعتم المؤذن : فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي مرة صلى الله عليه عشرا ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها درجة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا ذلك العبد فمن سأل الله لي الوسيلة حلت له شفاعتي يوم القيامة } فطلبه منهم الدعاء له لمصلحتهم كسائر أمره إياهم بما أمر به وذلك لما في ذلك من المصلحة لهم فإنه قد صح عنه أنه قال : { إذا يكفيك الله ما أهمك من أمر دنياك وآخرتك } . ما من رجل يدعو لأخيه بظهر الغيب بدعوة : إلا وكل الله به ملكا كلما دعا دعوة قال الملك الموكل به : آمين ولك مثله