[26 - 30] كلا إذا بلغت التراقي وقيل من راق وظن أنه الفراق والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق
كلا إذا بلغت التراقي أي: بلغت النفس أعالي الصدر. وإضمارها -وإن لم يجر لها ذكر- لدلالة السياق عليها، كقول حاتم:
[ ص: 5997 ]
أماوي ما يغني الثراء عن الفتى إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر
قال الرازي: يكني ببلوغ النفس التراقي، عن القرب من الموت، ومنه قول دريد ابن الصمة:
ورب عظيمة دافعت عنها وقد بلغت نفوسهم التراقي
ونظيره قوله تعالى: فلولا إذا بلغت الحلقوم وقيل من راق قال : أي: وقال أهله: من ذا يرقيه ليشفيه مما قد نزل به، وطلبوا له الأطباء والمداوين، فلم يغنوا عنه من أمر الله الذي قد نزل به شيئا. أي: فالاستفهام بمعنى الطلب لراق أو طبيب. وجوز كونه بمعنى الإنكار، يأسا من أن يقدر أحد على نفعه برقية أو عوذة. ابن جرير
لطيفة:
قال : إن إظهار النون عند حروف الفم لحن، فلا يجوز إظهار نون " من " في قوله: الواحدي من راق وروى حفص عن إظهار النون في قوله: عاصم من راق و بل ران قال : ولا أعرف وجه ذلك. قال أبو علي الفارسي : والوجه أن يقال: قصد الوقف على " من " و " بل " فأظهرهما، ثم ابتدأ بما بعدهما. وهذا غير مرضي من القراءة. انتهى. الواحدي
نقله الرازي.
وظن أنه الفراق أي: وأيقن الذي قد نزل ذلك به أنه فراق الدنيا والأهل والمال.
والتفت الساق بالساق أي: التوت ساقه بساقه، فلا يقدر على تحريكها. وقيل: هما ساقاه، إذا التفتا في الكفن. وقيل: الساق عبارة عن الشدة، كما مر في سورة القلم. والتعريف للعهد أيضا.
قال الشهاب: فإن قلت: ما مر هو الكشف عن الساق، ووجهه ظاهر؛ لأن المصاب يكشف عن ساقه، فكيف ينزل هذا عليه؟
قلت: الأمر كما ذكرت، لكنه شاع فيه، ففهم ذلك من السياق وحده، حتى صار [ ص: 5998 ] عبارة عن كل أمر فظيع، كما أشار إليه انتهى. الراغب،
إلى ربك يومئذ المساق أي: سوقه إلى حكمه تعالى.