القول في تأويل قوله تعالى:
[6 - 13] يسأل أيان يوم القيامة فإذا برق البصر وخسف القمر وجمع الشمس والقمر يقول الإنسان يومئذ أين المفر [ ص: 5990 ] كلا لا وزر إلى ربك يومئذ المستقر ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر
يسأل أيان يوم القيامة أي: متى يكون؟ استبعادا وهزؤا. والجملة استئناف أو حال أو تفسير لقوله: يفجر، أو بدل منه، والاستئناف بياني، كأنه قيل: لم يريد الدوام على الفجور؟ قيل: لأنه أنكر البعث واستهزأ به فإذا برق البصر أي: تحير ودهش، أي: لما أتى من أمر الله. قال : أي: عند الموت. مجاهد وخسف القمر أي: ذهب ضوؤه وجمع الشمس والقمر أي: جمع بينهما في ذهاب الضوء، فلا ضوء لواحد منهما. وقيل: إنهما يجتمعان ثم يكوران، كما قال جل ثناؤه: إذا الشمس كورت قال ابن زيد : جمعا فرمي بهما في الأرض.
يقول الإنسان يومئذ أين المفر أي: الفرار. أي: يطلب مهربا ومحيصا لدهشته، أو يقول قول الآيس لعلمه بأنه لا فرار حينئذ.
كلا ردع له عن طلب المفر، لا وزر أي: لا ملجأ.
إلى ربك يومئذ المستقر أي: مستقر العباد، من نار أو جنة. أي: مفوض إليه لا إلى غيره مستقرهم، أو استقرار أمرهم، والحكم فيهم
ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم أي: : من عمله الذي يوجب نجاته وثوابه، من الخيرات والصالحات، وأخر أي: منه ففرط وقصر فيه ولم يعمله.
قال الشهاب:
" ما قدم " كناية عما عمل، وما "أخر" ما تركه ولم يعمله. وهو مجاز مشهور فيما ذكر. أو ما قدمه، ما عمله، وما أخره، عمل من اقتدى به بعده عملا له، كأنه وقع منه.
[ ص: 5991 ]