القول في تأويل قوله تعالى:
[9 - 12] وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية
وجاء فرعون ومن قبله أي: من الأمم المكذبة، كقوم نوح وعاد وثمود والمؤتفكات وهي قرى قوم لوط بالخاطئة أي: بالخطأ، أو الأفعال الخاطئة، على المجاز في النسبة. فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية أي: زائدة في الشدة.
إنا لما طغى الماء أي: كثر وتجاوز حده المعروف، بسبب إصرار قوم نوح على الكفر والمعاصي، وتكذيبه، عليه السلام حملناكم في الجارية أي: السفينة التي تجري في الماء.
قال : خاطب الذين نزل فيهم القرآن، وإنما حمل أجدادهم ابن جرير نوحا وولده؛ لأن الذين خوطبوا بذلك، ولد الذين حملوا في الجارية، فكان حمل الذين حملوا فيها من الأجداد، حملا لذريتهم، لنجعلها أي: تلك الفعلة التي هي إنجاء المؤمنين، وإغراق الكافرين لكم تذكرة أي: آية وعبرة تذكرون بها صدق وعده في نصر رسله، وتدمير أعدائه.
وتعيها أي: تحفظها أذن واعية أي: حافظة لما سمعت عن الله، متفكرة فيه.
[ ص: 5914 ]