القول في تأويل قوله تعالى:
[3] هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم
هو الأول أي: السابق على كل موجود، من حيث إنه موجده ومحدثه والآخر [ ص: 5672 ] أي: الباقي بعد فناء كل شيء والظاهر أي: وجوده بالأدلة الدالة عليه. وقال : أي: الظاهر على كل شيء من دونه، وهو العالي فوق كل شيء فلا شيء أعلى منه ابن جرير والباطن أي: باحتجابه بذاته وماهيته، أو العالم بباطن كل شيء. قال : أي: الباطن جميع الأشياء فلا شيء أقرب إلى شيء منه، كما قال: ابن جرير ونحن أقرب إليه من حبل الوريد وهو بكل شيء عليم أي: تام العلم، فلا يخفى عليه شيء.
وقد روى عن الإمام أحمد ، أبي هريرة رواه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو عند النوم: «اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، منزل التوراة والإنجيل والقرآن، فالق الحب والنوى، لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين وأغننا من الفقر» وغيره. مسلم