القول في تأويل قوله تعالى:
[ 36] وإما ينـزغنك من الشيطان نـزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم .
وإما ينـزغنك من الشيطان نـزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم أي: وإما [ ص: 5209 ] يلقين الشيطان في نفسك وسوسة من حديث النفس، إرادة حملك على مجازاة المسيء بالإساءة، والانتقام منه، فاستجر بالله واعتصم من خطواته، بالرجوع إلى جنابه تعالى، واللجأ إلى حضرته، من شره ووسوسته ونزغه. قال : قدمنا أن هذا المقام لا نظير له في القرآن إلا في سورة الأعراف، وهو قوله تعالى: ابن كثير خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين وإما ينـزغنك من الشيطان نـزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم وفي سورة المؤمنون، وهو قوله سبحانه: ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون