القول في تأويل قوله تعالى:
[ 73، 74] ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون من دون الله قالوا ضلوا عنا بل لم نكن ندعو من قبل شيئا كذلك يضل الله الكافرين .
ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون من دون الله قالوا ضلوا عنا أي: غابوا فلم نعرف مكانهم، وهذا قبل أن يقرنوا معهم، أو ضلالهم استعارة لعدم نفعها لها. فحضورهم كالعدم: بل لم نكن ندعو من قبل شيئا أي: ما كنا مشركين. وكذبوا لحيرتهم واضطرابهم. أو بمعنى: تبين لنا أنا لم نكن نعبد شيئا. قال القاشاني : لاطلاعهم على أن ما عبدوه، وضيعوا أعمارهم في عبادته، ليس بشيء، فضلا عن إغنائه عنهم شيئا: كذلك يضل الله الكافرين أي: أهل الكفر به، عنه وعن رحمته، فلا يخفف عنهم العذاب.