القول في تأويل قوله تعالى:
[ 59 - 60] بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين .
بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله أي: بنسبة ما يستحيل عليه من الولد والشريك، وتجويز ما يمتنع عليه من رضاه بما هم عليه، وأمره لهم، وغير ذلك من إفكهم: وجوههم مسودة أي: لما ينالهم من الشدة التي تغير ألوانهم، فالسواد حقيقي، أو لما لحقهم من الكآبة، ويظهر عليهم من آثار الهيئات الظلمانية، ورسوخ الرذائل النفسانية في ذواتهم، فالسواد مجاز بالاستعارة: أليس في جهنم مثوى للمتكبرين أي: عن الإيمان والهدى.