القول في تأويل قوله تعالى:
[ 18 ] ولا تزر وازرة وزر أخرى وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه وإلى الله المصير .
ولا تزر وازرة وزر أخرى أي: لا تحمل نفس آثمة: وزر أخرى أي: إثم نفس أخرى، بل إنما تحمل وزرها الذي اقترفته، ; كما تأخذ جبابرة الدنيا الولي بالولي، والجار بالجار، ولا يرد آية: لا تؤخذ نفس بذنب نفس وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم لأنها في الضالين المضلين، وأنهم يحملون أثقال إضلال الناس مع أثقال ضلالهم، وذلك كله أوزارهم، ما فيها شيء من وزر غيرهم.
[ ص: 4980 ] وإن تدع مثقلة أي: نفس أثقلتها الأوزار: إلى حملها أي: إلى حمل بعض أوزارها ليخفف عنها: لا يحمل منه شيء أي: لم تجب ولم تغث بحمل شيء: ولو كان أي: المدعو المفهوم من الدعوة: ذا قربى أي: ذا قرابة من الداعي، من أب أو ولد أو أخ، وهذا قطع لأطماع انتفاعهم بقرابتهم، وغنائهم عنهم، وأنه ، ثم بين من يتعظ ويتذكر; فقال سبحانه: لا تملك نفس لنفس شيئا، وأن كل امرئ بما كسب رهين إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة ومن تزكى أي: تطهر من أوضار الأوزار: فإنما يتزكى لنفسه وإلى الله المصير