القول في تأويل قوله تعالى:
[17 - 20] فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون [ ص: 4816 ] أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نـزلا بما كانوا يعملون وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون .
فلا تعلم نفس ما أخفي لهم أي: ما ذخر، وأعد أي: لهؤلاء الذين عددت مناقبهم: من قرة أعين أي: مما تقر به عينهم من طيبة النفس والثواب والكرامة في الجنة: جزاء بما كانوا يعملون أي: في الدنيا من الأعمال الصالحة.
أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا أي: كافرا جاحدا: لا يستوون أي: في الآخرة بالثواب والكرامة، كما لم يستووا في الدنيا بالطاعة والعبادة، ثم فصل مراتب الفريقين بقوله: أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نـزلا أي: ثوابا: بما كانوا يعملون وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وكقوله تعالى: كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها كناية عن دوام عذابهم واستمراره: وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون أي: يقال لهم ذلك، تشديدا عليهم، وزيادة في غيظهم، وتقريعا وتوبيخا.