القول في تأويل قوله تعالى:
[4 - 5] الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون
الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على [ ص: 4811 ] العرش تقدم الكلام في ذلك: ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أي: ما لكم عنده ناصر ولا شفيع من الخلق: أفلا تتذكرون أي: تتعظون بالقرآن فتؤمنوا: يدبر الأمر من السماء إلى الأرض أي: يدبر أمر الدنيا بأسباب سماوية، من الملائكة وغيرها، نازلة آثارها وأحكامها إلى الأرض: ثم يعرج إليه أي: يصعد إليه، أي: مع الملك للعرض عليه: في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون أي: مقدار صعوده على غير الملك، ألف سنة من سني الدنيا.
قال : أي: يتنزل من أعلى السماوات إلى أقصى تخوم الأرضين، كما قال تعالى: ابن كثير الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنـزل الأمر بينهن الآية. وترفع الأعمال إلى ديوانها فوق السماء. انتهى.