القول في تأويل قوله تعالى :
[21 - 22] يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم .
يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان أي : بإشاعة الفاحشة : ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا أي : ما طهر من دنسها : منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء من عباده بإلهامه التوبة والإنابة : والله سميع عليم ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم
[ ص: 4466 ] قال : (يأتل ) من (ائتلى ) إذا حلف ، افتعال من الألية وهو القسم وقيل من قولهم : (ما ألوت جهدا ) إذا لم تدخر منه شيئا . ويشهد للأول قراءة الحسن : و(لا يتأل ) والمعنى : لا يحلفوا على أن لا يحسنوا إلى المستحقين للإحسان . أو لا يقصروا في أن يحسنوا إليهم ، وإن كانت بينهم وبينهم شحناء لجناية اقترفوها ، فليعودوا عليهم بالعفو والصفح . وليفعلوا بهم مثل ما يرجون أن يفعل بهم ربهم ، مع كثرة خطاياهم وذنوبهم وسيأتي سبب نزولها فيمن عني بها . الزمخشري
ثم بين تعالى وعيد القاذفين للبريئات ، بقوله سبحانه :