القول في تأويل قوله تعالى :
[37] لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين .
لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم أي : لن يصيب رضاءه لحومها المتصدق بها ، ولا دماؤها المهراقة ، من حيث أنها لحوم ودماء . ولكن بمراعاة النية والإخلاص ، ابتغاء وجهه الأعلى ، ويقرب من هذه الآية قوله تعالى : ليس البر أن تولوا وجوهكم إلى آخرها : كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم أي : لتعرفوا عظمته فتوحدوه بالعبادة على ما أرشدكم إلى طريق تسخيرها ، وكيفية التقرب بها على لسان أكرم رسله المبعوث بسعادة الدارين . وإنما كرره تذكيرا للنعمة وتعليلا بما بعده . [ ص: 4345 ] وفي التعليل المذكور شاهد لما قدمناه أولا في معنى قوله تعالى : ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فتذكر . وقوله تعالى : وبشر المحسنين أي : المخلصين في أعمالهم .