القول في تأويل قوله تعالى :
[13] يدعو لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير .
يدعو أي : هذا المنقلب على وجهه ، إذا أصابته فتنة : لمن ضره أقرب من نفعه أي : وثنا أو صنما ، ضره في الدنيا بالذل والخزي وفي الآخرة بالعذاب ، أسرع إليه من نفعه الذي يتوقعه بعبادته ، وهو الشفاعة والتوسل به إلى الله تعالى . فاللام زائدة في المفعول به ، [ ص: 4329 ] وهو (من ) كما زيدت في قوله تعالى : ردف لكم في وجه . وذكر أن كان يقرؤه : { يدعو من ضره } بغير لام . وهي مؤيدة للزيادة . و(ضره ) مبتدأ ، وأقرب خبر . وفي الآية وجوه كثيرة هذا أظهرها . وإثبات الضرر له هنا ، باعتبار معبوديته . ونفيه قبل باعتبار نفسه . والآية بمثابة الاستدراك أو الإضراب عما قبلها ، بإثبات ضر محقق لاحق لعابده ، تسفيها وتجهيلا لاعتقاده فيه أنه يستنفع به حين يستشفع به وإيراد صيغة التفضيل ، مع خلوه عن النفع بالمرة ، للمبالغة في تقبيح حاله ، والإمعان في ذمه : ابن مسعود لبئس المولى أي : الناصر له : ولبئس العشير أي : المصاحب له .
ولما بين سوء حال الكفرة من المجاهرين والمذبذبين ، أعقبه بكمال حسن حال المؤمنين ، بقوله تعالى :