القول في تأويل قوله تعالى :
[85-86] وإذا رأى الذين ظلموا العذاب فلا يخفف عنهم ولا هم ينظرون وإذا رأى الذين أشركوا شركاءهم قالوا ربنا هؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعوا من دونك فألقوا إليهم القول إنكم لكاذبون .
وإذا رأى الذين ظلموا العذاب فلا يخفف عنهم ولا هم ينظرون أي : يؤخرون .
وإذا رأى الذين أشركوا شركاءهم يعني أوثانهم التي عبدوها : قالوا ربنا هؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعوا من دونك أي : أربابا أو نعبدها : فألقوا إليهم القول إنكم لكاذبون أي : أجابوهم بالتكذيب في تسميتهم شركاء وآلهة ؛ تنزيها لله عن الشرك . أو بالتكذيب في دعواهم أنهم حملوهم على عبادتهم .
قال أبو مسلم الأصفهاني : مقصود المشركين إحالة هذا الذنب على هذه الأصنام . وظنوا [ ص: 3847 ] أن ذلك ينجيهم من عذاب الله تعالى أو ينقص من عذابهم . فعند هذا تكذبهم بتلك الأصنام . وهذه الآية كقوله تعالى : ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين وقال تعالى : واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا وقوله تعالى :