القول في تأويل قوله تعالى :
[91-93] الذين جعلوا القرآن عضين فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون .
الذين جعلوا القرآن عضين أي : أجزاء ، جمع (عضة) يعني كفار مكة . قالوا : سحر . وقالوا : كهانة . وقالوا: أساطير الأولين . وهو مبتدأ خبره : فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون أي : من التقسيم فنجازيهم عليه . وجوز تعلق (كما) بقوله : [ ص: 3771 ] لنسألنهم أي: لنسألنهم أجمعين مثل ما أنزلنا . فيكون (كما) رأس آية و (المقتسمون) حينئذ : إما من تقدم ، أو المشركون . ويعني بالإنزال عليهم إنزال الهداية التي أبوها. وجوز جعل الموصول مفعولا أول للنذير، أو لما دل عليه من أنذر، أي: النذير. أو أنذر المعضين الذين يجزئون القرآن إلى سحر وشعر وأساطير ، مثل ما أنزلنا على المقتسمين . وجوز جعل ( كما ) متعلقا بقوله تعالى : ولقد آتيناك أي : أنزلنا عليك كما أنزلنا على أهل الكتاب الذين جزؤوا القرآن إلى حق وباطل . حيث قالوا : قسم منه حق موافق لما عندنا . وقسم باطل لا يوافقه . أو القرآن هو مقروؤهم . أي : قسموا ما قرؤوا من كتبهم وحرفوه ، فأقروا ببعضه وكذبوا ببعضه . والله أعلم .