القول في تأويل قوله تعالى :
[22-23] وأرسلنا الرياح لواقح فأنـزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون .
وأرسلنا الرياح لواقح أي : تلقح السحاب ، أي : تجعلها حوامل بالماء ، وذلك أن السحاب بخار يصير ، بإصابته الهواء البارد حوامل للماء . قاله المهايمي. فاللواقح عليه جمع (ملقح) بحذف الزوائد . أو تلقح الشجر بجري مائها فيه ، أو تنميته ليثمر ويزهو . وجوز كون اللواقح جمع ( لاقح ) وهي الناقة الحامل . فشبهت الريح التي تجيء بالمزن الممطرة بها ، كما يشبه ما لا تكون كذلك بـ ( العقيم) فقيل : ريح عقيم فأنـزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين أي : بقادرين على إيجاده وإنزاله . و (الخزن) اتخاذ الخزائن يستعار للقدرة ، كما مر ، أو بحافظين له في أمكنة ينابيعه ، من سهول وجبال وعيون وآبار ، بل هو تعالى وحده الذي حفظه وسلكه ينابيع في الأرض وجعله عذبا ورحم بسقياه .
وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون أي : الباقون بعد هلاك الخلق كله . وقيل للباقي: وارث، استعارة من (وارث الميت ) لأنه يبقى بعد فنائه . ومنه قوله صلوات الله عليه في دعائه : . كذا في (" الكشاف ") . « واجعله الوارث منا »
[ ص: 3754 ]