وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه أن اضرب بعصاك الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم وظللنا عليهم الغمام وأنزلنا عليهم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون
قوله تعالى: وقطعناهم يعني قوم موسى ، يقول: فرقناهم "اثنتي عشرة أسباطا" يعني أولاد يعقوب ، وكانوا اثنى عشر ولدا ، فولد كل واحد منهم سبطا . قال وإنما قال الفراء: اثنتي عشرة والسبط ذكر ، لأن بعده "أمما" فذهب بالتأنيث إلى الأمم ، ولو كان اثني عشر لتذكير السبط ، كان جائزا . وقال : المعنى: وقطعناهم اثنتي عشرة فرقة ، "أسباطا" نعت "فرقة" كأنه يقول: جعلناهم أسباطا وفرقناهم أسباطا فيكون "أسباطا" بدلا من الزجاج اثنتي عشرة وأمما من نعت أسباط . والأسباط في ولد إسحاق بمنزلة القبائل ليفصل بين ولد إسماعيل وبين ولد إسحاق . وقال الأسباط: قبائل بني إسرائيل ، واحدهم: سبط . ويقال: من أي سبط أنت؟ أي: من أي قبيلة وجنس؟ أبو عبيدة:
قوله تعالى: فانبجست منه قال انفجرت; يقال: تبجس الماء ، كما يقال: تفجر; والقصة مذكورة في [سورة البقرة:58-60] . ابن قتيبة:
[ ص: 276 ] قوله تعالى: نغفر لكم خطاياكم قرأ ابن كثير ، وعاصم ، وحمزة ، والكسائي: نغفر لكم خطيئاتكم بالتاء مهموزة على الجمع . وقرأ أبو عمرو نغفر لكم خطاياكم مثل: قضاياكم ، ولا تاء فيها . وقرأ "تغفر" بالتاء مضمومة خطيئاتكم بالهمز وضم التاء ، على الجمع ، وافقه نافع في "تغفر" بالتاء المضمومة ، لكنه قرأ خطيئتكم على التوحيد . ابن عامر