سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة حبطت أعمالهم هل يجزون إلا ما كانوا يعملون
قوله تعالى: سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق في هذه الآية قولان .
أحدهما: أنها خاصة لأهل مصر فيما رأوا من الآيات . والثاني: أنها عامة ، وهو أصح . وفي الآيات قولان .
أحدهما: أنها آيات الكتب المتلوة . ثم في معنى الكلام ثلاثة أقوال . أحدها: أمنعهم فهمها . والثاني: أمنعهم من الإيمان بها . والثالث: أصرفهم عن الاعتراض عليها بالإبطال . [ ص: 261 ] والثاني: أنها آيات المخلوقات كالسماء والأرض والشمس والقمر وغيرها ، فيكون المعنى: أصرفهم عن التفكر والاعتبار بما خلقت . وفي معنى يتكبرون قولان .
أحدهما: يتكبرون عن الإيمان واتباع الرسول .
والثاني: يحقرون الناس ويرون لهم الفضل عليهم .
قوله تعالى: وإن يروا سبيل الرشد قرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو ، وابن عامر ، " سبيل الرشد " بضم الراء خفيفة . وقرأ وعاصم: حمزة ، " سبيل الرشد " بفتح الراء والشين مثقلة . والكسائي:
قوله تعالى: ذلك بأنهم قال : فعل الله بهم ذلك بأنهم الزجاج كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين ، أي: كانوا في تركهم الإيمان بها والتدبر لها بمنزلة الغافلين . ويجوز أن يكون المعنى: وكانوا عن جزائها غافلين .