قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون
قوله تعالى: قال ادخلوا إن الله تعالى يقول لهم ذلك بواسطة الملائكة ، لأن الله تعالى لا يكلم الكفار يوم القيامة . قال و"في" بمعنى: "مع" ابن قتيبة:
وفي قوله: قد خلت من قبلكم قولان .
أحدهما: مضت إلى العذاب .
والثاني: مضت في الزمان ، يعني كفار الأمم الماضية .
قوله تعالى: كلما دخلت أمة لعنت أختها وهذه أخوة الدين والملة ، لا أخوة النسب . قال : يلعنون من كان قبلهم . قال ابن عباس كلما دخل أهل ملة ، لعنوا أهل ملتهم ، فيلعن اليهود اليهود ، والنصارى النصارى ، والمشركون المشركين ، والأتباع القادة ، ويقولون: أنتم القيتمونا هذا الملقى حين أطعناكم . وقال مقاتل: : إنما تلاعنوا ، لأن بعضهم ضل باتباع بعض . [ ص: 195 ] قوله تعالى: الزجاج حتى إذا اداركوا قال أي: تداركوا ، فأدغمت التاء في الدال ، وأدخلت الألف ليسلم السكون لما بعدها ، يريد: تتابعوا فيها واجتمعوا . ابن قتيبة:
قوله تعالى: قالت أخراهم لأولاهم فيه ثلاثة أقوال .
أحدها: آخر أمة لأول أمة ، قاله والثاني: آخر أهل الزمان لأوليهم الذين شرعوا له ذلك الدين ، قاله ابن عباس . والثالث: آخرهم دخولا إلى النار ، وهم الأتباع ، لأولهم دخولا ، وهم القادة ، قاله السدي . . مقاتل
قوله تعالى: هؤلاء أضلونا قال : شرعوا لنا أن نتخذ من دونك إلها . ابن عباس
قوله تعالى: فآتهم عذابا ضعفا قال : أي عذابا مضاعفا . الزجاج
قوله تعالى: قال لكل ضعف أي: عذاب مضاعف ولكن لا تعلمون .
قرأ أبو بكر ، والمفضل عن "يعلمون" . بالياء قال عاصم: : والمعنى: لا يعلم كل فريق مقدار عذاب الفريق الآخر . وقرأ الباقون: "تعلمون" ، بالتاء ، وفيها وجهان ذكرهما الزجاج . الزجاج
أحدهما: لا تعلمون أيها المخاطبون ما لكل فريق من العذاب .
والثاني: لا تعلمون يا أهل الدنيا مقدار ذلك ، وقيل: إنما طلب الأتباع مضاعفة عذاب القادة ، ليكون أحد العذابين على الكفر ، والثاني: على إغرائهم به ، فأجيبوا لكل ضعف أي: كما كان للقادة ذلك ، فلكم عذاب بالكفر ، وعذاب بالاتباع . قوله: فما كان لكم علينا من فضل فيه قولان .
أحدهما: في الكفر ، نحن وأنتم فيه سواء ، قاله ابن عباس .
والثاني: في تخفيف العذاب ، قاله مجاهد .