يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون [ ص: 184 ] قوله تعالى: يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان قال المفسرون: هذا الخطاب للذين كانوا يطوفون عراة; والمعنى: لا يخدعنكم ولا يضلنكم بغروره فيزين لكم كشف عوراتكم ، كما أخرج أبويكم من الجنة بغروره . وأضيف الإخراج ونزع اللباس إليه ، لأنه السبب . وفي "لباسهما" أربعة أقوال .
أحدها: أنه النور ، رواه عن أبو صالح وقد ذكرناه عن ابن عباس; ابن منبه .
والثاني: أنه كان كالظفر; فلما أكلا ، لم يبق عليهما منه إلا الظفر ، رواه عن سعيد بن جبير وبه قال ابن عباس ، عكرمة ، وابن زيد .
والثالث: أنه التقوى ، قاله مجاهد .
والرابع: أنه كان من ثياب الجنة ، ذكره القاضي أبو يعلى .
قوله تعالى: ليريهما سوآتهما أي: ليري كل واحد منهما سوأة صاحبه . إنه يراكم هو وقبيله قال قبيله: الجن والشياطين . قال مجاهد: : جعلهم الله يجرون من بني ابن عباس آدم مجرى الدم ، وصدور بني آدم مساكن لهم ، فهم يرون بني آدم ، وبنو آدم لا يرونهم .
قوله تعالى: إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون قال : سلطناهم عليهم ، يزيدون في غيهم . وقال الزجاج جعلناهم موالين لهم . أبو سليمان: