لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما
قوله تعالى: لا يستوي القاعدون من المؤمنين قال نزلت هذه الآية من أجل قوم كانوا إذا حضرت غزاة يستأذنون في القعود . أبو سليمان الدمشقي:
وقال زيد بن ثابت: فقال: يا رسول الله ، فكيف بمن لا يستطيع الجهاد؟ فوالله ما قضى كلامه حتى غشيت رسول الله السكينة ، ثم سري عنه ، فقال: اقرأ فقرأت لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون ، فقال: النبي صلى الله عليه وسلم: ابن أم مكتوم ، "غير أولي الضرر" فألحقها . إني لقاعد إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ غشيته السكينة ، ثم سري عنه ، فقال: "اكتب" ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون ) الآية ، فقام
[ ص: 174 ] قوله تعالى: لا يستوي القاعدون يعني: عن الجهاد ، والمعنى: أن المجاهد أفضل . قال : وأريد بهذا الجهاد غزوة ابن عباس بدر . وقال غزاة مقاتل: تبوك .
قوله تعالى: غير أولي الضرر قرأ ابن كثير ، وأبو عمرو ، "غير" برفع الراء ، وقرأ وحمزة: وابن عامر ، نافع ، وخلف ، والمفضل: بنصبها . قال والكسائي ، أبو علي: من رفع الراء ، جعل "غير" صفة للقاعدين ، ومن نصبها ، جعلها استثناء من القاعدين . وفي "الضرر" قولان .
أحدهما: أنه العجز بالزمانة والمرض ، ونحوهما . قال : هم قوم كانت تحبسهم عن الغزاة أمراض وأوجاع . وقال ابن عباس ابن جبير ، هم أولو الزمانة ، وقال وابن قتيبة: : الضرر: أن يكون ضريرا أو أعمى أو زمنا . الزجاج
والثاني: أنه العذر ، رواه ابن أبي طلحة ، عن ابن عباس .
قوله تعالى: فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة في هؤلاء القاعدين قولان .
أحدهما: أنهم القاعدون بالضرر ، قاله ابن عباس ، ومقاتل .
والثاني: القاعدون من غير ضرر ، قاله قال أبو سليمان الدمشقي . والدرجة: الفضيلة . فأما الحسنى فهي الجنة في قول الجماعة . ابن جرير:
[ ص: 175 ] قوله تعالى: وفضل الله المجاهدين على القاعدين قال : القاعدون هاهنا: غير أولي الضرر ، وقال ابن عباس هم الذين لا عذر لهم . سعيد بن جبير: