وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام والله لا يهدي القوم الظالمين يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون [ ص: 253 ] قوله تعالى: وإذ قال موسى المعنى: اذكر لمن يؤذيك من المنافقين ما صنعت بالذين آذوا موسى . وقد ذكرنا ما آذوا به موسى في [الأحزاب: 69] .
قوله تعالى: فلما زاغوا أي: مالوا عن الحق أزاغ الله قلوبهم أي: أمالها عن الحق جزاء لما ارتكبوه، وما بعد هذا ظاهر إلى قوله تعالى يأتي من بعدي قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، عن وأبو بكر ( من بعدي اسمه) بفتح الياء . وقرأ عاصم ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وحفص عن ( من بعدي اسمه) بإسكان الياء عاصم ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وفيهم قولان .
أحدهما: أنهم اليهود، قاله مقاتل .
والثاني: النصارى حين قالوا: عيسى ابن الله، قاله وقرأ أبو سليمان الدمشقي . ابن مسعود، وعاصم الجحدري، (يدعي إلى الإسلام) بفتح الياء، والدال، وتشديدها، وبكسر العين، وما بعد هذا في [براءة: 32] إلى قوله تعالى: وطلحة بن مصرف متم نوره قرأ ابن كثير، وحمزة، والكسائي، وحفص عن وخلف ( متم نوره) مضاف . وقرأ عاصم نافع، وأبو عمرو، وابن عامر، عن وأبو بكر ( متم) رفع منون . عاصم