أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فما له من هاد . ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام . ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون .
[ ص: 184 ] قوله تعالى: أليس الله بكاف عبده ذكر المفسرون أن مشركي مكة قالوا: يا محمد، ما تزال تذكر آلهتنا وتعيبها، فاتق أن تصيبك بسوء، فنزلت هذه الآية . والمراد بعبده هاهنا: محمد صلى الله عليه وسلم .
وقرأ حمزة، "عباده" على الجمع، وهم الأنبياء، لأن الأمم قصدتهم بالسوء; فالمعنى أنه كما كفى الأنبياء قبلك، يكفيك . وقرأ والكسائي: سعد بن أبي وقاص، "بكافي" مثبتة الياء "عبده" بكسر الدال والهاء من غير ألف . وقرأ وأبو عمران الجوني: ، أبي بن كعب وأبو العالية، وأبو الجوزاء، مثله، إلا أنهم أثبتوا الألف في "عباده" . وقرأ والشعبي أبو عبد الرحمن السلمي، وأبو جعفر، وشيبة، "بكاف" بالتنوين، "عباده" على الجمع . وقرأ والأعمش: ابن مسعود، "يكافي" بياء مرفوعة قبل الكاف وياء ساكنة بعد الفاء "عباده" على الجمع . وأبو رجاء العطاردي:
ويخوفونك بالذين من دونه أي: بالذين يعبدون من دونه، وهم الأصنام .
ثم أعلم بما بعد هذا أن الإضلال والهداية إليه تعالى، وأنه منتقم ممن عصاه . ثم أخبر أنهم مع عبادتهم، يقرون أنه الخالق . ثم أمر أن يحتج عليهم بأن ما يعبدون لا يملك كشف ضر ولا جذب خير .
وقرأ أبو عمرو، عن وأبو بكر "كاشفات ضره" و "ممسكات رحمته" منونا . والباقون: "كاشفات ضره" و "ممسكات رحمته" على الإضافة . عاصم: