فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه فأنجاه الله من النار إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون . وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين
ثم عاد الكلام إلى قصة إبراهيم، وهو قوله: فما كان جواب قومه أي: حين دعاهم إلى الله ونهاهم عن الأصنام إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه وهذا بيان لسفه أحلامهم حين قابلوا احتجاجه عليهم بهذا .
قوله تعالى: فأنجاه الله المعنى: فحرقوه فأنجاه الله . من النار .
قوله تعالى: إن في ذلك يشير إلى إنجائه إبراهيم .
قوله تعالى: وقال يعني إبراهيم إنما اتخذتم من دون الله أوثانا [ ص: 267 ] مودة بينكم قرأ ابن كثير، : " مودة بينكم " بالرفع والإضافة . قال وأبو عمرو " مودة " مرفوعة بإضمار " هي " ، كأنه قال: تلك مودة بينكم، أي: ألفتكم واجتماعكم على الأصنام مودة بينكم; والمعنى: إنما اتخذتم هذه الأوثان لتتوادوا بها في الحياة الدنيا . ويجوز أن تكون " ما " بمعنى الذي . الزجاج:
وقرأ ابن عباس، وسعيد بن المسيب، وعكرمة، : " مودة " بالرفع " بينكم " بالنصب . وابن أبي عبلة
وقرأ نافع، وابن عامر، عن وأبو بكر " مودة بينكم " قال عاصم: أبو علي: المعنى: اتخذتم الأصنام للمودة، و " بينكم " نصب على الظرف، والعامل فيه المودة .
وقرأ حمزة، وحفص عن " مودة بينكم " بنصب " مودة " مع الإضافة، وهذا على الاتساع في جعل الظرف اسما لما أضيف إليه . عاصم:
قال المفسرون: معنى الكلام: إنما اتخذتموها لتتصل المودة بينكم واللقاء والاجتماع عندها، وأنتم تعلمون أنها لا تضر ولا تنفع، ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض أي: يتبرأ القادة من الأتباع ويلعن بعضكم بعضا يلعن الأتباع القادة لأنهم زينوا لهم الكفر .