قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين . قال أولو جئتك بشيء مبين قال فأت به إن كنت من الصادقين . فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين . قال للملإ حوله إن هذا لساحر عليم يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون . قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين يأتوك بكل سحار عليم . فجمع السحرة لميقات يوم معلوم وقيل للناس هل أنتم مجتمعون . لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أإن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين . قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون . فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون . فألقي السحرة ساجدين قالوا آمنا برب العالمين . رب موسى وهارون
قوله تعالى: أولو جئتك بشيء مبين أي : بأمر ظاهر تعرف به صدقي أتسجنني؟! وما بعد هذا مفسر في (الأعراف : 107) إلى قوله : فجمع [ ص: 124 ] السحرة لميقات يوم معلوم وهو يوم الزينة ، وكان عيدا لهم ، وقيل للناس يعني أهل مصر . وذهب ابن زيد إلى أن اجتماعهم كان بالإسكندرية .
قوله تعالى: لعلنا نتبع السحرة قال الأكثرون : أرادوا سحرة فرعون ; فالمعنى : لعلنا نتبعهم على أمرهم . وقال بعضهم : أرادوا موسى وهارون ، وإنما قالوا ذلك استهزاء . قال : و " لعل " هاهنا بمعنى " كي " . وقوله : ابن جرير بعزة فرعون أي : بعظمته .