ولما كان هذا من أعجب العجب ، أشار إليه بقوله : انظر وبالاستفهام في قوله : كيف كذبوا وبالإشارة إلى أنهم فعلوه [ ص: 83 ] مع علمهم بما انكشف لهم من الغطاء أنه لا يجديهم بقوله : على أنفسهم وهو نحو قوله فيحلفون له كما يحلفون لكم الآية .
ولما كان قولهم هذا مرشدا إلى أن شركاءهم غابوا عنهم ، فلم ينفعوهم بنافعة ، وكان الإعلام بفوات ما أنه مقبل عليه فرح به - سارا لخصمه ، جالبا لغمه - صرح به في قوله : وضل أي : غاب عنهم إما حقيقة أو مجازا ، أو هما بالنظر إلى وقتين ، ليكون إنكارا ما كانوا يفترون أي : يتعمدون الكذب في ادعاء شركته عنادا لما على ضده من الدلائل الواضحة .