ولما كان التقدير : فإن يصرف عنك ذلك العذاب فقد قرت عينك ، عطف عليه دليلا آخر لأنه لا يجوز في العقل أن يتخذ غيره وليا ، فقال معمما للحكم في ذلك العذاب وغيره مبينا أنه لا مخلص لمن أوقع به : وإن يمسسك الله أي : الملك الأعظم الذي لا كفؤ له ، ولما كان المقام للترهيب ، قدم قوله : بضر أي : هنا أو هناك فلا كاشف له أصلا بوجه من الوجوه إلا هو أي : لأنه لا كفؤ له ؛ فهو قادر على إيقاعه ، ولا يقدر غيره على دفاعه ؛ لأنه على كل شيء قدير وإن يمسسك بخير أي : في أي وقت أراد .
ولما كان القياس على الأول موجبا لأن يكون الجزاء : فلا مانع له ، كان وصفه من صفة قوله فهو على كل شيء أي : من ذلك وغيره قدير ولا يقدر غيره على منعه ، منبها على أن رحمته سبحانه سبقت غضبه .