ولما كان الحكم إنما هو [على ذات الموضع من غير اعتبار لوصفه بالفعل علم أن المقصود إنما هو -] من كان مكلفا بالصلاة لأن من كان متلبسا بها مثل قوله [ ص: 281 ] صلى الله عليه وسلم " " فلذلك وصفهم بقوله: لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار الذين هم أي بضمائرهم وخالص سرائرهم. ولما كان المراد تضييعهم قال: عن دون في صلاتهم أي هي جديرة بأن تضاف إليهم لوجوبها عليهم وإيجابها لأجل مصالحهم ومنافعهم بالتزكية وغيرها ساهون أي عريقون في الغفلة عنها وتضييعها وعدم المبالاة بها وقلة الالتفات إليها، ويوضح ذلك أن رضي الله عنه قرأ "لاهون" وفائدة التعبير بالوصف الدلالة على ثبوته لهم ثبوتا يوجب أن لا يذكروها من ذات أنفسهم أصلا، ولذلك كشفه بما بعده، روى ابن مسعود البغوي أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الآية فقال: "هو إضاعة الوقت " ، وعن رضي الله عنهما أنه قال: هم المنافقون يتركون الصلاة إذا غابوا ويصلونها إذا حضروا مع الناس . ابن عباس