ولما كانت رحمة الضعفاء علامة على الخير، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم " " كانت القسوة عليهم علامة على الشر، وكان من بخل باللين في قاله أشد بخلا بالبذل من ماله، قال معرفا لأن المكذب ينزله تكذيبه إلى أسفل الدركات، وأسوإ الصفات الحامل على شر الحركات: اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين ولا يحض أي يحث نفسه وأهله ولا غيرهم حثا عظيما يحمي فيبعث على المراد على طعام المسكين أي بذله له وإطعامه إياه بل يمقته ولا يكرمه ولا يرحمه، وتعبيره عن الإطعام - الذي هو المقصود - بالطعام الذي هو الأصل وإضافته المسكين للدلالة على أنه يشارك الغني في ماله بقدر ما فرض الله من كفايته، وقد تضمن هذا أن -] إيذاء الضعيف والتهاون بالمعروف، والآية من الاحتباك: الدع في الأول يدل على المقت في [ ص: 280 ] الثاني: والحض في الثاني يدل على مثله في [الأول -]. علامة التكذيب [بالبعث