ولما كانت عادتهم في المنع من التصرف أن يضعوا خشبة عظيمة تسمى المقطرة فيها حلق توثق فيها الرجل، فلا يقدر صاحبها بعد ذلك على حراك، قال مصورا لعذابهم بحال من ضمير "عليهم" : في [أي -] حال كونهم موثقين في عمد بفتحتين وبضمتين جمع عمود ممددة أي معترضة كأنها موضوعة على الأرض، فهي في غاية المكنة فلا يستطيع الموثق بها على نوع حيلة في أمرها فهو تأكيد ليأسهم من الخروج بالإيثاق بعد الإيصاد، وهذا أعظم الويل وأشد النكال، فقد رجع آخرها إلى أولها، وكان لمفصلها [أشد -] التحام بموصلها - والله الموفق للصواب، وإليه المرجع والمآب.