ولما ذكر الإلهيات والنبوة وأشير إلى النسخ، أشار إلى أن الدين المشروع له هو الحنيفية السمحة، وأنه سبحانه وتعالى لا يقيمه في شيء بنسخ أو غيره إلا كان هو الأيسر [له - ] والأرفق، لأن الرفق والعنف يتغيران بحسب الزمان، فقال مبينا للقوة العملية أثر بيانه للعلمية: ونيسرك أي نجعلك أنت مهيأ مسهلا [ملينا - ] موفقا لليسرى أي في حفظ الوحي وتدبره وغير ذلك من الطرائق والحالات كلها التي هي لينة سهلة خفيفة - كما أشار إليه قوله: "كل ميسر لما خلق له" ولهذا لم يقل: ونيسر لك، لأنه هو مطبوع على حبها.