ولما كان المجنون لا يثبت ما يسمعه ولا ما يبصره حق الإثبات، فكان التقدير بعد هذا النفي: فلقد سمع من رسولنا إليه ما أرسل به حق السمع، ما التبس عليه [فيه - ] حق بباطل، عطف [عليه - ] الإخبار برفعه شأنه في رؤية ما لم يره [غيره - ] وأمانته وجوده فقال: ولقد رآه أي المرسل إليه وهو جبريل عليه الصلاة والسلام على صورته الحقيقية ليلة المعراج وبعرفات، جامعا إلى حس السمع حس البصر بالأفق المبين أي الأعلى الذي هو عند سدرة المنتهى، حيث [ ص: 293 ] لا يكون لبس أصلا، ولا يكون لشيطان على ذلك المكان سبيل فعرفه حق المعرفة، وقال البيضاوي: بمطلع الشمس الأعلى - يعني وهو مشرق الأنوار، والأفق: الناحية التي تفوق وتعلو.