ولما ذكر دار الأعداء البعداء ترهيبا، أتبعه دار المقربين السعداء ترغيبا، فقال: وإذا الجنة أي البستان ذو الأشجار الملتفة والرياض المعجبة أزلفت أي قربت من المؤمنين ونعمت ببرد العيش وطيب المستقر، ودرجت درجاتها وهيئت، وملئت حياضها ومصانعها، وزينت صحافها ونظفت أرضها وطهرت عن كل ما يشين، وحسنت رياضها بكل ما يزين، من قول أهل اللغة، الزلف - محركة: القربة والدرجة والحياض الممتلئة و[الزلفة- ] : المصنعة الممتلئة والصحفة والأرض المنكوسة، والزلف - بالكسر. الروضة، ومعنى هذا ضد سجر البحار، فالآية من الاحتباك: ذكر التسعير أولا دال على ضده في الجنة ثانيا، [ ص: 283 ] وذكر التقريب ثانيا دال على مثله أولا.