الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما ذكر سرورهم بما نالوه؛ ذكر سرورهم بما علموه لمن هو على دينهم؛ فقال: ويستبشرون ؛ أي: توجد لهم البشرى وجودا عظيم الثبات؛ حتى كأنهم يوجدونها كلما أرادوا؛ بالذين لم يلحقوا بهم ؛ أي: في الشهادة في هذه الغزوة؛ ثم بين ذلك بقوله: من خلفهم ؛ أي: في الدنيا؛ ثم بين المبشر به؛ فقال: ألا خوف عليهم ؛ أي: على إخوانهم في آخرتهم؛ ولا هم يحزنون ؛ أي: أصلا؛ لأنه لا يفقد منه شيء؛ بل هم كل لحظة في زيادة؛ وهذا أعظم البشرى لمن تركوا على مثل حالهم؛ من المؤمنين؛ لأنهم يلحقونهم في مثل ذلك؛ لأن السبب واحد؛ وهو منحة الله لهم بالقتل فيه؛ أو مطلق الإيمان لمطلق ما هم فيه من السعادة بغير قيد الشهادة.

                                                                                                                                                                                                                                      ولما ذكر سرورهم لأنفسهم تارة؛ ولإخوانهم أخرى؛ كرره تعظيما له؛ وإعلاما بأنه في الحقيقة عن غير استحقاق؛ وإنما هو مجرد من؛ فقال: يستبشرون بنعمة من الله ؛ أي: ذي الجلال والإكرام؛ كبيرة [ ص: 123 ] وفضل ؛ أي: منه؛ عظيم؛ وأن الله ؛ أي: الملك الأعظم؛ الذي لا يقدره أحد حق قدره؛ لا يضيع أجر المؤمنين ؛ أي: منهم؛ ومن غيرهم؛ بل يوفيهم أجرهم على أعمالهم؛ ويفضل عليهم؛ ولو شاء لحاسبهم على سبيل العدل؛ ولو فعل ذلك لم يكن لهم شيء.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية