ولما كان أكثرهم منكرا لما لزمه القطع به بهذا البرهان الزاهر والسلطان الظاهر القاهر عنادا ولددا وإن كان باطنه على غير ذلك، [ ص: 12 ] فكان فعله فعل الشاك اللاعب، كان التقدير لأجل ما يظهر [من حالهم]: لكنكم غير موقنين بعلم من العلوم، بنى عليه قوله مع الصرف إلى الغيبة إعراضا عنهم إيذانا بالغضب، وأنهم أهل للمعاجلة بالعطب: nindex.php?page=treesubj&link=29786_29015nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=9بل هم أي: بضمائرهم nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=9في شك لأنهم لا يجردون أنفسهم من شوائب المكدرات لصفاء العلم، ثم أعلم نبيه صلى الله عليه وسلم أن الشاغل لهم عن هذا المهم حال الصبيان مع ادعائهم الكمال بأخلاق الأجلاء من الرجال [فقال]: nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=9يلعبون أي: يفعلون دائما فعل التارك لما هو فيه من أجد الجد الذي لا مرية فيه إلى اللعب الذي لا فائدة فيه ولا ثمرة [له] بوجه بعد فعل الشاك بالإعراض وعدم الإسراع إلى التصديق والإيفاض.

وَلَمَّا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُنْكِرًا لِمَا لَزِمَهُ الْقَطْعُ بِهِ بِهَذَا الْبُرْهَانِ الزَّاهِرِ وَالسُّلْطَانِ الظَّاهِرِ الْقَاهِرِ عِنَادًا وَلَدَدًا وَإِنْ كَانَ بَاطِنُهُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ، [ ص: 12 ] فَكَانَ فِعْلُهُ فِعْلَ الشَّاكِّ اللَّاعِبِ، كَانَ التَّقْدِيرُ لِأَجْلِ مَا يَظْهَرُ [مِنْ حَالِهِمْ]: لَكِنَّكُمْ غَيْرُ مُوقِنِينَ بِعِلْمٍ مِنَ الْعُلُومِ، بَنَى عَلَيْهِ قَوْلَهُ مَعَ الصَّرْفِ إِلَى الْغَيْبَةِ إِعْرَاضًا عَنْهُمْ إِيذَانًا بِالْغَضَبِ، وَأَنَّهُمْ أَهْلٌ لِلْمُعَاجَلَةِ بِالْعَطَبِ: nindex.php?page=treesubj&link=29786_29015nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=9بَلْ هُمْ أَيْ: بِضَمَائِرِهِمْ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=9فِي شَكٍّ لِأَنَّهُمْ لَا يُجَرِّدُونَ أَنْفُسَهُمْ مِنْ شَوَائِبِ الْمُكَدِّرَاتِ لِصَفَاءِ الْعِلْمِ، ثُمَّ أَعْلَمَ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الشَّاغِلَ لَهُمْ عَنْ هَذَا الْمُهِمِّ حَالَ الصِّبْيَانِ مَعَ ادِّعَائِهِمُ الْكَمَالَ بِأَخْلَاقِ الْأَجِلَّاءِ مِنَ الرِّجَالِ [فَقَالَ]: nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=9يَلْعَبُونَ أَيْ: يَفْعَلُونَ دَائِمًا فِعْلَ التَّارِكِ لِمَا هُوَ فِيهِ مِنْ أَجَدِّ الْجِدِّ الَّذِي لَا مِرْيَةَ فِيهِ إِلَى اللَّعِبِ الَّذِي لَا فَائِدَةَ فِيهِ وَلَا ثَمَرَةَ [لَهُ] بِوَجْهٍ بَعْدَ فِعْلِ الشَّاكِّ بِالْإِعْرَاضِ وَعَدَمِ الْإِسْرَاعِ إِلَى التَّصْدِيقِ وَالْإِيفَاضِ.