ولما وصفه بنهاية العلم، أتبعه بعض آثاره فقال: قل جاء الحق أي الأمر الثابت الذي لا يقدر شيء أن يزيله; وأكد تكذيبا لهم في ظنهم أنهم يغلبون فقال: وما أي والحال أنه ما يبدئ الباطل [أي الذي أنتم عليه وغيره في كل حال حصل فيه تفريعه على مر الأيام وما يعيد ] بل هو كالجماد لا حركة به أصلا، لأنه مهما نطق به صاحبه في أمره بعد هذا البيان افتضح، فإن لم ترجعوا عنه طوعا رجعتم وأنتم صغرة كرها، والحاصل أن هذا كناية عن هلاكه بما يهز [ ص: 534 ] النفس ويرفض الفكر بتمثيله بمن انقطعت حركته، وذهبت قوته، حتى لا يرجى بوجه.