ولما تبين من سؤالهم أنه لم يكن للاسترشاد وإن هم بالغوا به في التكذيب والاستهزاء بعد الإبلاغ في إقامة الأدلة، أمره بأن يجيبهم بما يصلح للمعاند من صادع التهديد بقوله: قل لكم [أي] أيها الجامدون الأجلاف الذين لا يجوزون الممكنات، ولا يتدبرون ما أوضحها من الدلالات، مع ضعفهم عن الدفاع، والمبالغة والامتناع ميعاد يوم أي لا تحتمل العقول وصف عظمه لما يأتي فيه من العقاب سواء كان يوم الموت أو البعث. ولما كان تعلق النفوس بالمهلة عظيما، قال: لا تستأخرون أي لا يوجد تأخركم ولا يمكن أن يطلب لحثيث الطلب وتعذر الهرب عنه ساعة لأن الآتي به عظيم القدرة محيط العلم، ولذلك قال: ولا تستقدمون أي لا يوجد تقدمكم لحظة فما دونها ولا تتمكنون من طلب ذلك.