ولما ذكر الرجوع، أتبعه بعض أحواله فقال: ويوم تقوم الساعة [ ص: 55 ] سميت بذلك إشارة إلى عظيم القدرة عليها مع كثرة الخلائق على ما فيهم من العظماء والكبراء والرؤساء يبلس أي يسكت ويسكن يأسا وتحيرا على غاية الذل - بما أشار إليه تذكير الفعل مع التجدد [والاستمرار] - بما أومأ إليه المضارع المجرمون الذين وصلوا من الدنيا ما من حقه أن يقطع لفنائه، وقطعوا من أسباب الآخرة [ما] من حقه أن يوصل لبقائه، وكانوا في غاية اللبس في الجدل ومعرفة كل ما يغيظ الخصم من القول والفعل والتمايل والتضاحك عند سكوت الخصم تعجبا من جريانهم في هذيانهم سرورا منهم بإسكاته ليظن بعض من رآه أنه انقطع وأن الحجة لهم.